سها ابو غرارة

سها ابو غرارة

واقفة في مول وفجأة لقيت شخص بيقرب مني ويقرب أكتر لحد ما لمسني، فاتخضيت ورجعت لورا، المفاجأة إنه هو كمان اتخض: “أنا أسف.. كنت فاكرك لعبة”.. هو أنا صحيح متر وعشرين بس مش لدرجة اني مكنش باينة اني “حقيقية”، مش لدرجة اني ابان مش كفاية!

من أكثر المواقف اللي ضايقتني لما اتسألت في مقابلة عمل “هو انتي هتقدري تشتغلي بظروفك الصحية دي؟” مكنتش فاهمة! ظروفي الصحية؟ هو أنا بقدم على ماراثون؟ الأسئلة دي هي اللي خلتني اصمم اني اثبت لنفسي ولأي حد ان أنا اقدر! وفعلا عملت كدة واتقبلت في الشغل ده وقدرت اثبت نفسي فيه. أنا عندي ٣٥ سنة دلوقتي وبقالي ٧ سنين بشتغل المنسق الإقليمي لإدارة سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية وبتعامل فيه بناء على قدراتي مش على إعاقتي. مفيش شخص كان عنده القوة انه يحبطني. أنا مؤمنة إن ربنا خلقنا كاملين ولو في نقص في حاجة، في زيادة في حاجة تانية. ايه اللي في حياتي يخليني اوقف؟ الكام سنتي اللي في طولي اللي ناقصني؟ الكام سنتي دول هما اللي خلوني اعمل اكتر حاجة بحبها وهي اني ألهم غيري بقصتي.

الناس بتستغرب جداً إن أنا عندي القدرة اني أتكلم في تفاصيل حياتي وعن اللي مريت بيه، بيفتكروني ممكن اتكسف أو أخاف اعمل ده، بس بالعكس أنا عندي شغف اني اشارك قصتي واتكلم عن إعاقتي مع كل اللي حواليا. بحب أوي لما احكي قصتي و اشوف اللي قدامي عينه بتلمع من الكلام اللي بيسمعه.. اللمعة دي هي اللي بتخلي الشخص ده “ميستغربش” لما يشوف حد شبهي تاني في الشارع أو يشكك في قدرات اللي قدامه علشان شكل جسمه مختلف عنه زي ما كان بيحصل معايا.

كل حد فينا ممكن يعمل فرق وأنا نفسي قصتي تعمل فرق بالذات مع الأطفال. أنا لو طلعت قوية فده بسبب تربية أهلي ليا، اللي خلوني أقدر اختلافي واشوف ازاي أنا جميلة بسببه! هو ده اللي اداني ثقة في نفسي وخلاني احس اني أقدر اواجه أي حد ومحبطش. نفسي الأهالي اللي عندها أطفال ذوي إعاقة يكبروهم واثقين من نفسهم ويعرفوهم حقوقهم ويعلموهم ازاي ياخدوها. والمجتمع بقى لازم يغير نظرته للأشخاص ذوي الإعاقة ونعلم أطفالنا إن الاختلاف ده جزء طبيعي من الحياة لازم نعرف نتعامل معاه ونتقبله.

نفسي تتغير وجهة نظر أصحاب الشركات للأشخاص اللي عندهم إعاقة ويشوفوهم إنهم صالحين للعمل. علشان كده أنا بدعم صندوق عطاء اللي بيشتغل على نشر الوعي وعلى دعم مشروعات بتعمل دمج حقيقي في المجتمع.

سها ابو غرارة

سها ابو غرارة