مين مبيحبش يبان أصغر من سنه؟ أنا تقريباً الوحيد اللي مبحبش ده! أنا وأي حد ملامحه شبهي.
لو كانت بس على قد ان الناس بتحس شكلي صغير وتقف على كده مكنتش هتضايق بس هم فعلاً بيعاملوني على إني طفل. ببقى طول الوقت عايز أقول للناس اللي حواليا اللي دايماً بيقعدوا يبتسمولي ويطبطوا عليا ان أنا مش صغير “بطلوا تعاملوني على إني صغير أو اني مقدرش”. أنا بعرف افكر وبقدر اعمل حاجتي بنفسي. صحيح ممكن أكون بطيء شوية وبحتاج أخد وقتي لحد لما اتعلم الحاجة بس بقدر اتعلمها.
دايماً بسمع جمل زي “خليني اعملها بدالك، أنت مش هتعرف”، “اجي معاك يا حبيبي انت خايف؟”، “أساعدك؟ انت تقدر لوحدك؟” ليه بيشفقوا عليا لمجرد إني مختلف عنهم؟ أنا بطل رياضي في السباحة، بلاقي سعادتي وشغفي في المنافسة وتكسير الحواجز وتحقيق ميداليات دولية ومحلية. ليه؟ علشان أنا أقدر! وقدرت ادرس في مدرسة عادية وأخدت الدبلومة الامريكية ودلوقتي بدرس في جامعة كبيرة وخلصت السنة الثانية لإدارة الاعمال وان شاء الله هتخصص في الإدارة الرياضية السنة اللي جاية لأني أقدر! نفسي اشتغل بعد الجامعة واشوف صحابي الداون سيندروم اتعلموا وخلصوا جامعة وبيشتغلوا عادي في حاجات يقدروا يظهروا فيها مهارتهم، لأن إعاقتنا مش بتمنع إننا نحقق ده، المجتمع بس هو اللي بيفضل يحط حواجز قدامنا تمنعنا.
لو كل الجامعات عملت دمج كامل للطلبة القادرة علي الدراسة وشجعوهم، والشركات وفرت وظائف تنفع للداون سيندروم ووثقت في قدراتهم ده هيغير كتير وهيساعد كمان الداون سيندروم ينموا من قدراتهم، لأننا عندنا دقة وتنظيم مش عند ناس كتير. ولو نظرة المجتمع اتغيرت و استوعبوا وقدروا مهارات الداون سيندروم وقدرتنا على الالتزام والمنافسة وصدقوا إننا نقدر زي ما احنا مصدقين اننا نقدر، والله المجتمع هيفرق جدا. أنا شخص بحب الناس، بحب اخرج واتكلم مع الناس بس بحب الناس اللي بتحاول تفهمني وبتحبني علشان شخصي مش شفقة علشان إعاقتي.
أنا بدعم صندوق عطاء وبشجعكم تدعموهم لأنهم بيعملوا مشاريع دمج وتوعية وبيساعدوا المدارس تستقبل وتستوعب طلبة داون سيندروم زي ما حصل معايا وزي ما قدرت أكسر حواجز كتيرة في حياتي، أنتم كمان ساعدونا نكسر الحواجز اللي هتخلينا كلنا ناخد حقوقنا مهما كنا مختلفين عن بعض.
يحيى قنديل
