“بنتي اسمها ثاؤبسا. اسم مش معروف أوي وناس كتير بتستغربه بس ده اسم قديسة بحب قصتها أوي علشان كانت قوية وشجاعة وصبورة وهي اسم على مسمي. ثاؤبسا أصغر ولادي عندها ١١ سنة وعندها إعاقة ذهنية وكهرباء في المخ وضمور عضلي خفيف. لما عملولها مقياس الذكاء طلع ٥٥٪ وعلشان كدة دخلت المدرسة الفكرية من وهي في ثالثة ابتدائي. هي مكنتش بتعرف تتكلم وكان عندها مشكلة في الحركة، رجلها ملوية شوية وكنت فاكرة إن دي خلقة ربنا وهتفضل طول عمرها كدة عادي بس كنت بتضايق أوي لما حد كان يقول على بنتي عبيطة وكنت بقول لهم ان أنا بنتي مش عبيطة بس طبعاً محدش كان بيصدق.
لما المركز فتح في القرية ولاقيت أهالي كتير بتروح بولادها خدت ثاؤبسا ورحت وبدأت في جلسات العلاج الطبيعي والتأهيل وبعد كل جلسة الابلة بتقولي اعمل ايه معاها في البيت لغاية الجلسة اللي بعدها. بنتي دلوقتي بتمشي جنبي وماشية أدواتها في أيديها ومبسوطة إنها رايحة الجلسة.بقيت كمان بتشترك في الأنشطة الرياضية اللي بيعملوها.. ده ممكن يبان حاجة عادية بس بالنسبالي إنجاز كبير. مفيش في البلد مركز شباب بس هما كتر خيرهم بيودوهم ملاعب ومنتجع ابو تريكة يلعبوا مع أطفال تانية معندهموش إعاقة. كلهم بيكونوا في ملعب واحد.
ثاؤبسا قالتلي إن نفسها تتعلم السباحة بس لما يفتحوا مركز شباب في البلد. دي حاجة تبان بسيطة أوي وعادية لأمهات كتيرة بس معنى إن بنتي بقى نفسها تتعلم حاجات دي بيثبت إن بنتي مش عبيطة. حتى في المركز هنا قالولي إنها بقيت جاهزة تدخل مدرسة حكومية دلوقتي وتمشي فيها. بجد المركز و اللي فيه سعدونا كثير وغيروا فينا ودعمونا عشان كمان نقدر نساعد عيالنا وبنتي يكون ليها مكان في المجتمع.انا اكثر واحدة محظوظة بوجود المركز في قريتنا.يارب يكون فيه زي المركز ده في كل مكان عشان عيالنا يلاقوا اللي يساعدهم يعيشوا حياتهم وهم معتمدين علي نفسهم في كل حاجة ويلاقوا مكان في المجتمع يحبهم ويخليهم أحسن”
أم ثاؤبسا – سوهاج
من مشروع وحدات التأهيل المرتكز على المجتمع بالتعاون مع مركز سيتي، كاريتاس.