“أجبلك كرسي تقعد؟”…يمكن يكون اكتر سؤال اتسئلته فحياتي من ساعة ما بقيت كفيف.
طبعاً أنا فاهم ان الناس الطيبين بيكونوا قاصدين خير بس لما اكون مضطر اني ألح عشر مرات في كل مكان ادخله اني مش عايز اقعد و لما الموضوع يوصل اني الاقي نفسي بعافر علشان اسحب دراعي من تلاتة بيشدوني علشان اقعد بالعافية، بكون مش عايز حد يحاول يساعدني تاني في الحياة. عامل زي اللي راكب عربية وكل شوية حد يمسح له الأزاز بالعافية و هو نضيف.
لما فقدت بصري وأنا في تانية جامعة، رفضوا يوفرولي حد يكتبلي الإجابات وقت الأمتحانات الا إذا وافقت اني احول لكلية الأداب. أنا بحب القراءة و الكتابة جداً بس مش كل واحد كفيف لازم يبقى طه حسين علشان هو ده اللي احنا عارفينه أو علشان دي اسهل حاجة ممكن حد كفيف يعملها.
الكلام ده مش شكوى. دي أمثلة في زيها كتير بتورينا ازاي بنستسهل و بنحصر أي حد عنده إعاقة في صندوق صغير. بنلاقي واحد عنده إعاقة والإعاقة بنعاملها إنها ضعف، يبقى محتاج يرتاح يبقى “اعدوه!” واحد كفيف نفسه يكمل دراسته يبقى لازم يكون أديب. هو الكفيف مينفعش يعمل أي حاجة تانية؟
في ميكانيكي سيارات كفيف و في نجار كفيف وأنا واحد كفيف حلمي من الطفولة اني أكون مصمم سيارات. ساعات وأنا بجتهد و بحاول ابتكر وسائل جديدة اقدر اصمم بيها عربيات، الاقي حد يستهزئ و يشكك في قدرتي اني أوصل لحلمي و لما اسألهم بيعملوا كده ليه يقولوا إنهم عايزين لي الخير و مش عايزين اني اتعب على الفاضي و اضيع وقتي ومجهودي و احبط.
الكلام ده مش بيأثر عليا بس ساعات بيخليني قلقان على الناس اللي ممكن يستسلموا ويقعدوا جوا الصندوق اللي بيترسم لهم. للأسف في كتير من الأشخاص ذوي الإعاقة بيحبطوا أو بتصعب عليهم نفسهم بسرعة و بيقتنعوا من خلال نظرة المجتمع ليهم إنهم محدودين جداً. يمكن دي اكتر حاجة نفسي تتغير أولاً من قلب كل حد عنده إعاقة و من أهلهم و أصحابهم و من كل المجتمع طبعاً.
احنا مختلفين في ألواننا وأشكالنا وأحلامنا و أن الآوان إننا نفتح عقولنا و نستوعب مدى اختلاف احتياجاتنا و نبطل نحصر بعض في قوالب صلب! أنا بدعم صندوق عطاء لأنهم بيشاركوني في الأفكار دي و مجتهدين دايماً في تنمية فرص الأشخاص ذوي الإعاقة. اتمنى كل الناس تشاركنا الفكر ده و ندعم الصندوق علشان نضمن لأجيال ورانا انهم يلاقوا فرص خالية من الحواجز المجتمعية السلبية.
شريف السيد